المرزوقي : 'لم يعد للدولة أي هيبة.. و استعدوا للإنفجارات المقبلة'
انتقد الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي القائمين على السلطة حاليا في تونس وما عتبره عجزا على جميع الأصعدة في حل المشاكل التي تتخبّط فيها البلاد، محمّلا إياهم مسؤولية تردي الأوضاع وما ستؤول إليه.
وقال المرزوقي في حوار لقناة فرانس 24 ''لم نر بداية حلّ بل نرى بداية تراجع ... رغم الوعود التي أطلقوها خلال الحملات الإنتخابية وتأكيدهم بإمتلاكهم لكفاءات قادرة على تسيير 4 حكومات'' وفق تصريحه، محمّلا اياهم مسؤولية الإنفجارات التي يرى بأنّها آتية و ''محتومة'' وفق تعبيره، محذّرا: ''استعدوا للإنفجارات المقبلة''، مبرّرا ذلك بأنّ الشعب الذي انطلق في مسار ثوري فإنّه لن يتراجع عنه.
واعتبر المرزوقي أنّ الثورة انتصرت نسبيا خلال الفترة الممتدة بين 2011 و 2014 قبل أن ''يعود النظام القديم بطمّ طميمه''، بحسب تصريحه. وتابع بأنّ التونسيين ''يقفون اليوم على مدى كذبه (النظام) على الناس ويلمسون عجزه وتطاوله على الحقيقة''، وفق قوله.
وزيرة السياحة جاهلة بأبسط قواعد اللغة العربية
ووصف أداء السلطة اليوم في تونس بالكارثي في كلّ المستويات وأنّ هذا الفشل بدا واضحا للعيان، وأشار في الأثناء إلى وزيرة السياحة منتقدا مستوى اجادتها للغة العربية واصفا إياها بالجاهلة بأبسط قواعدها. وهي بالنسبة إليه نموذج من الكفاءات الندائية التي قال النداء بأنّها قادرة على تسيير 4 حكومات كما أكّدوا، حسب تصريحه.
وأكّد المرزقي بأنّهم ''سيكتسحونهم اكتساحا'' خلال انتخابات 2019 ''اذا لم تزوّر ''، وفق قوله، دون أن يكشف ما اذا كان سيترشح للإنتخابات ام لا. وقال بأنّ الدولة اليوم لم يعد لها أي هيبة بل أنّها أصبحت ''مسخرة''، حسب وصفه، مشيرا إلى تراجع نسبة النمو التي كانت في حدود 3 بالمائة في عهده لتصل إلى صفر أو تكاد حاليا.
وقال رئيس الجمهورية السابق ''سنذهب إلى الإنتخابات طال الأمر أو قصر''، معبّرا عن أمله في أن تجرى في موعدها المحدد وأن لا تقع مصائب قبل انعقادها.
واشار المرزوقي إلى أنّه راض عن أداء الترويكا، معتبرا أنّها قامت بما يتوجّب عليها القيام به حين استلمت الحكم، وأنّها خلال السنوات الثلاث التي قضتها في الحكم كان الهمّ الأكبر لديها هو كتابة الدستور والحفاظ على الأمن وعلى الدولة وتسليم السلطة لمن سيأتون بعد الترويكا للقيام بالإصلاحات الجذرية.
النظام الإعلامي
وشدّد على ضرورة أن يتحمّل الشعب مسؤوليته في انتخابات 2019 وأنّه مثلما تم تسليم السلطة عبر الصندوق في 2014 فإنّه ينبغي أن تبقى علوية الصندوق قائمة. وأشار في هذا السياق إلى الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام وضرورة أن لا ''يزيّف الحقائق ويشيطن البعض لخدمة البعض الآخر''.
وانتقد المرزوقي ''النظام الإعلامي'' في تونس الذي قال بأنّه يعمل في اتجاه مخالف للذي يجب أن يسلكه من اعلاء للحقيقة والقيم وعدم التزييف رغم أن البلاد تزخر بالكفاءات الإعلامية الشريفة والنزيهة والتي تريد العمل من أجل المصلحة الوطنية.
وأشاد في السياق ذاته بالدور الذي لعبته عدد من القنوات الإعلامية الأجنبية في الربيع العربي، وقال بأنّه لولا قنوات مثل فرانس 24 والجزيرة والحوار التي تبث من لندن وغيرها لما كان للربيع العربي أن يأتي وما كان للثورة أن تقع.
كما أشاد بالدور الذي لعبته فرانس 24 منذ انطلاقها في اعطاء المساحة للمعارضة التونسية والمعارضة العربية للتعبير عن أفكارها وابداء مواقفها في زمن كانن الدكتاتوريات العربية من ضمنها النظام التونسي تسعى إلى تكميم الأفواه عبر مختلف الوسائل الممكنة والمتاحة. وقال بأنّ فرانس 24 ''لعبت دورا كبيرا في ترجيح الكفة''.
المرزوقي بين المعارضة والسلطة
ولم يخف المرزوقي انزعاجه من بعض ما كان يقال في الإعلام وتحديدا في فرانس 24 لكنّه لم يسع أبدا إلى ممارسة أي ضغط على الإعلام والإعلاميين لأنّ استقلالية الإعلام بالنسبة إليه كما القضاء مقدّسة، وفق تأكيده.